الالقاء في الشعر الشعبي العراقي
لو ناتي للالقاء وهو احد الاجزاء المهمة لنجاح القصيدة وتحريك مكامن المتلقي ونشاهد الشعراء مختليفين في التميز بالقائهم فمنهم من يملك القصيدة الراقية والوافية بصورها الواعية بافكارها ذات الصور الجميلة ولكنه لا يسعفه القائه ولن يتمكن من ايصالها الى المتلقي باستمتاع في عدة اسباب اللكنة الغير المحببة وتعثرع بقراءة الجمل وانفصالها اوبسبب مخارج الحروف او مايسملى (التلعثم) او السرعة في قراءة النص هذه كلها مجتمعة وغيرها من الاسباب تزرع طريق قصيدة الشاعر بالفشل من الجانب الاخر ترى الشاعر القادر على كتابة النص بصورة فائقة ومتناهية تحسه من خلال قرائتك لنصوصه ونقلاته الصورية ذات الطابع السهل الممتنع المحشو بجو المفردة الرائعة الخيالية والواقعية ببعض اللمسات الجميلة ولكنه عندما يرتقي المنصة يفشل بايصال قصيدته الى المتلقي لاسباب ذكرناها سابقا والشاعر المبدع عليه ان يتمكن من الالقاء الصوري والحركة الممسرحة من على المنصة وتطبيقها مع حركة الجمل الايحائية عند الالقاء والتوقف عند نهاية البيت والتاكيد على مخارج الحروف ( الحرف الاخير من صدر وعجز البيت ) وهنا يتفرع الالقاء الى 1-الالقاء الممسرح 2-الالقاء ذات الطابع السردي
الالقاء المسزحي الحركي ركيزة مهمة لنجاح الشاعر بالقائه للقصيدة ويعني بان الشعاعر يقوم بتطبيق الحركة وفقا للجملة او المفردة او البيت الشعري او صدر البيت او عجزه ليعطي دلالات اكثر واستمتاع اكبر الى المتلقي - وهناك القاء سردي ذات طابع جمودي خالي من الحركة وكانك تقرا برسالة اوشيئا اخر يعطي الى المتلقي الملل وعدم الاصغاء الى الشاعر وهذا بحد ذاته فشلا لاستعمال ادوات الشاعر
ولا يكفي الشاعر الشعبي ان يكتب القصيدة الراقية وهو فاقد الشيء المهم والذي يعتبر اهم ركائز نجاح القصيدة الا وهو نجاحه في الالقاء وكسب ود المتلقي ونزع التصفيق منه واذا رجعنا لقراءة النص بتمعن نجد فيه كل مقومات الابداع ولكن الشعر الشعبي مسموع وليست مقروء من قبل المتلقي وعلى الشاعر ان يوصل المفردة والفكرة من خلال الالقاء الموسيقي المتجانس لكي يحرك الاحاسيس هناك نوعان من القصائد الشعبية قصيدة اعلامية فقاعية تنتهي حال انتهاء الحدث تستمد تصفيقها من تحريك احاسيس وعواطف المتلقين والنوع الثاني هو القصيدة الجدية الملتهبة بصورها وواقعيتها وتنقلاتها المفعمة المسبوكة حتى في الشطر الواحد من القصيدة وفي بعض الاحيان تستمع لبعض قصائد الشعراء تهز اعماقك وتسير معانيها لفك الكلمات المتشنجة لتستعيد عافيتها عند المتلقي البسيط الذي لا تصله مباشرة كما المتلقي الواعي المثقف تصله في اول وهلة – اذن الشاعر المبدع تتلمس عند قراءة نصوصه الصورة الواقعية الموشحة ما وراء الواقع التي تنقل احاسيس القاريء والذي يسمعها الى فضااءت واسعة لكي يتشبث بسلم القصيدة الابداعي والفكرة الناضجة المحشوة بقناديل القوافي الملتهبة بشرارة الصور التشكيلية الادبية – ان ماهية الشعر هي ايصال فكرة القصيدة الى المتلقي بشكل منارات تتفجر عند ملامستها شغاف القلب والاحاسيس لتجعله يثور بين الحين والاخر ويهتز طربا بكل ماهو جميل – وبعد الاثبات بان الشعر الشعبي المسموع اكثر وقعة وحلاوة عند سماعه من الشاعر وعلى الشاعر ان يختار ضربات او صور القصيدة ويوزعها مابين تراصفات قصيدته بدون حدوث شرخ او قطع قد يؤثر على فكرة النص حيث الذروة تتصاعد ليعلن النجاح- وهناك راي للجاخظ في القصيدة
1-قصيدة لاوزن ولا قافية ولا صور ويطلق عليها قصة او نثر اذا اكتملت مواصفاتها
2-قصيدة بوزن وقافية وخالية من الصور ويطلق عليها نظما
3-قصيدة بوزن وقافية وسبك رائع ذات مقدمة وحشو وخاتمة ويطلق عليها القصيدة او شعرا ويصح اطلاق عنانها
ونعود الى الابداع في الشعر الشعبي العراقي له اسماء لمعت وعرفوا بنشاطهم الفكري المتنوع والمتجدد من خلال اختيار المفردة المعبرة في كل عصر وزمان تراهم يجيدون فن القوالب الراقية للقصيدة الشعبية والالتفات الى قضايا تاريخية تهم العصر لابراز الشخصية العراقية – المبدعين يستهويهم التاريخ حسب التسلسل الزمني له لكي ينقش اسماؤهم على جسده وذلك لاسباب انسانية تعالج مساويء البشر الغير محببة والدجل والتقاليد البالية والسلوك الشاذ وما يهدد صرح الوطن
----------------------------