الاعلام الحكومي والمرحلة

بات معروفا للجميع ما للاعلام من دور خطير في تغيير مسار الكثير من الاحداث من خلال تأثيره في الرأي العام للشارع وفي تغيير وجهات نظر المواطن سلباً وإيجابا باتجاه المواضيع الهامة والحساسة التي تهم حياته وأمن وأستقرار البلد، لذلك تهتم الحكومات بالاعلام أهتماماً خاصاً وتوظف له من الاموال والخبرات الاكاديمية التي غالباً ماتكون بأعلى المستويات المهنية من أجل تيسير الإعلام لخدمة سياساتها وكلنا يعرف بأن الاعلام سلاح ذو حدين قد ينقلب في أحيان كثيرة على صناعه وأصحابه، ولنذكر باعلام السلطة وماكان يفعله هذا الاعلام بالتهيئة لتعظيم شأن هذه الانظمة الديكتاتورية الشمولية من أجل تجميل صورة النظام في عيون الشعب والذي ربما ينخدع البعض منه بالنظام رغم بشاعته ، والاعلام في زمن الحرية او تحت ظل الأنظمة الديمقراطية يأخذ مساحة واسعة من الحرية بالتعبير عن طموحات أبناء الشعب وتقويم مسارات الحكومة وتوجيهها نحو الصواب، اليوم وبعد التغيير الذي حصل في العراق فأن الإعلام الحكومي لم يأخذ دوره بالشكل الصحيح في تعبئة الراي العام للشارع العراقي لفهم واستيعاب التغيير الذي حصل بعد 9/4/2003 ربما بسبب تهميش هذا الإعلام من قبل المسؤولين عن الوزارات والدوائر وشخصنته لافراد بذاتهم ولعدم وضع الشخص المناسب بالمكان المناسب لذلك حدث هذا التخبط الذي نراه اليوم في الاعلام الحكومي الذي يفترض به ان يكون صوت الدولة وإيصال صوتها للجميع والتعريف بانجازاتها وبدور الوزارات وانجازاتها وخططها ومشاريعها حتى وأن كانت بسيطة لذلك ندعو لتوحيد صوت الخطاب الإعلامي الحكومي وجعل التصريحات التي تصدر عن المسؤولين ليس ماتصدره أحزابهم أو كتلهم في تجاذباتها مع الاخرين وأنما تكون تصريحات مسؤول يمثل الدولة العراقية والتي هي أكبر وأشرف من الجميع وليعلم الجميع بأن الوطن هو أسمى وأقدس الموجودات بعد الله سبحانه وتعالى وليكن الاعلام الحكومي بمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه اليوم ونتيجه للظروف التي يمر بها العراق وكذلك البلاد العربية وحجم الاخطار التي تحيط ببلدنا العزيز وهي دعوه كذلك لكل الاقلام الشريفة لتسخر مدادها للتعريف بحجم تلك المخاطر لان كل شيء للزوال والبقاء ( لله عز وجل ) والعراق فهم راحلون والعراق باقٍ فكم من المحن مرت على هذه الارض وكم من غزاة وطأة أقدامهم أرضه فأصبحوا في طي النسيان وبقى العراق بأرضه وسمائه ونخله شامخاً بوجه كل عوادي الزمن يقاوم الرياح الصفراء العاتيه وكم من مرة كبى ووقف شامخاً يعانق السماء بكل كبرياء، ندعو مرةً أخرى وسنظل ندعو لتوحيد الخطاب الاعلامي الرسمي ليأخذ دوره الحقيقي لرسم صورةٍ واضحةٍ المعالم للعراق الجديد والتطلع لمستقبلٍ زاهر في ظل الديمقراطية الوليده في عراقنا الجديد.