(منقتطفات من بحث الدراسات الادبية الفلسفية للدكتور عمر فروخ الذي نشر في مجلة العربي للعدد 88 لسنة 1966 )
في تاريخ الادب ان امريء القيس تلقى نعي ابيه وهو يشرب الخمر بمكان اسمه دملون - فقال - (اليوم خمر وغدا امر ) وهذه رواية وردت في عدد من كتب الادب فاخذها معظم الدارسين المحدثين وقبلوها في كتبهم ومحاضراتهم ز ومع ان هذه الرواية غير معقولة فلم بامكان احد ان يردها ذلك لان تاريخ الادب من العلوم الثقيلة التي تعتمد الرواية وحدها والتعليل اذا امكن ولكن بالاسناد الى الرواية وفي عام 1613 صدر ديوان عبيد بن الابرص الاسدي وهو شاعر معاصر لامريء القيس وقاتلوه وقتلوه ويبدو ان امريء القيس واخوه امرا القيس كانوا في المعركة مع ابيهم يقاتلون بني اسد ويدافعون عن ملكهم في نجد ولقد خاطب عبيد بن الابرص امرا القيس فقال له - ( ولقد ابحنا ما حميت - ولا مبيح لما حمينا - هذا ولو قدرت عليك رماح قومي ما انتهينا - ثم ان عبيدا عير امرا القيس بهربه من المعركة فقال له - ( وركضك لولاه لقيت الذي لقوا - فذاك الذي انجاك مما هنالكا - ) فسقطت بذلك تلك الرواية التي تتعلق بدملون ووجب ان تحل محلها هذه الرواية التي يرويها الدارسون بعد خمسين عاما من صدور ديوان عبيد بن الابرص يتعلقون برواية دمون كانهم لم يقراوا دي وان عبيد ولعل معظمهم لم يقرا هذا الديوان