لكل امة تراثها ولكل حاضر تاريخ سابق ولقد شاعت بين اوساط كثيرة من شعوبنا العربية قيموتقاليد ولتجذرها في حياة الشعوب اصبحت جزء من تراثهاولا يخفي على الغراقيين كانوا قديمايعتزون باتلادب الشعبي والشعر الشعبي خاصة عند ظهور اللهجات ومن هذا المنطلق تدخل حداثة الشعر الشعبي العراقي التي تتمثل بمظفر النواب الذي لا يختلف اثنان بانه مؤسس المرسة الحديثة للشعر الشعبي العراقي واحد مبدعيها والتعامل معه على اساس وكين مما يخل بعملية البحث في كتابات النواب ويقلل من اهميته لذا علينا ان نتعامل معه ومع كتاباته على اسس عملية رصينة يكون رائدنا فيها الدليل المقنع وان لا ناخذ براي من هب ودب مالم يكن الراي مقبولا وله ما يعضده في الواقع الملموس ومن خلال هذا المدخل الميداني لقصيدة النواب بانه نقل القصيدة الى الحداثة المبسطة ( السهل الممتنع ) الذي لا يجيدونه اغلب الشعراء من جيله اضافة الى انه غاص عميقا في المفردة الشعبية الريفية الصرفة التي تعطي نكهة خاصة ودلائل ومعاني لتصل الى المتلقي ليستمتع بها هذا ما يسافر به مظفر النواب من خلال مدخله والمساجلة والعتاب بين البنت وامها لابنها السجين في عهد الاستبداد – وبما ان مالنواب سياسي مرموق بوعيه وما يطرح من افكار من خلال شعره وكتاباته هي عنده مجموعة من الوسائل التي تدار بها شؤون الناس ولا يمكننا بالتالي ان تكون مستقلة ويقول في القصيدة التي بداها بعتاب الام
يبني ضلعك من رجيته
الضلعي جبرته وبنيته
يبني خذني العرض صدرك
وحسب شيب عمرك من جنيته
يمه طش العه ابعيني
وجيتك ابعين الكلب
ادبي عالدرب المشيته
شيلة العلاكه يبني
اتذجر اجتوفي
ابلعب عمرك عليهن
سنه
وجفوفك وردتين اعله راسي
وبيك اناغي
كل فرح عمري النسيته
يمه شوفك
يبعث الماي الزلال
ابعودي وحيا وانه ميته
ابيض عيونك لبن صدري
وسواد الليل بعيونك
الي عد مهدك بجيته
وابنك التوه يناغي
الخرز بالكاروك يبني
يمه يبني اوليدي
من تكبر على الايام
تلكه حزام ابوك
الماطواني ولا طويته
تلكه منه اخطوط اضمهن
حدر ضلعي
لحد ماموت عالسر الحويته
ياعمد بيتي وكمر ليلي
وربيع الشيب والعمر الجنيته
يبني خلي الجرح ينظف
خله يرجف
خله ينزف
يبني
جرح اليرفض اشداده
ثوار رفرف
يبني
ارضه الجلب يرضع من حليبي
ولا ابن يشمرلي خبزه من الدناءه
يمه ياكلني الجرب عظم وجلد
وتموت عيني ولا الدنلءه
يبني هاي الايام
يفرزهه الكحط ايام محنه
يبني لا تثلم شرفنه
يبني يوليدي
البراءه اتظل مدى الايام عفنه
تدري يبني ابكل براءه
كل شهيد من الشعب ينعاد دفنه
وخلي ايدك على شيبي
وحلف ابطاهر حليبي
كطره
كطره
وبنظر عيني العميته
لنستمع ما تقوله البنت لاخيها السجين
خويه كابلت السجن
حر وبرد ليلي ونهاري
اتحملت لجلك شتايم
على عرضي
وشعلت بالليل ناري
تالي تهتكني
ابخلك وصلة جريدة
كرة عيونك يخويه ابهاي
جازيت انتظاري
ابهاي اكابل كل اخت
تنتظر منك
ثار ياخويه العرضهه
ابهاي اكابل امهات الناس
وهمومي افضهه
جنت ارضه اتدوس بعظامي
وكلك حيل رضهه
ريت كون الكاع تبلعني
شخبر الناس
والينشد شكله
شلون عيني اجابس عيون المحله
شلونا وصفك
وانت كلك عار ذله
هناك مقال للدكتور مقصود بتعريف مفهوم السياسة ( التغييرات الذرية والتفصيلة التي ما زالت تلائم التطور ومنذ فجر التاريخ وبواسطتها تنقل الفكرة الى صيرورة وكما ان نظلر الناس الى شؤونهم تتغير مع الايام هكذا يجب ان تتغير نظرتهم الى وسائل ادارتها فهي اذن ليست من الحكم كما تتصورها بعض المدارس الثقافية والادبية التي تجعل الادارة محصورة بفئة صغيرة استاثرت واصبحت تعمل وتتصرف كانها مستقلة عن المجتمع الذي تدير شؤونه ) وهذا ما ينطبق على حال الشاعر السياسي الواعي كمظفر النواب وغيره من الشعراع من هنا يقوم النواب بفتح ابواب الكلمات المتشنجة التي تراود الام والاخت بداخلهن ليجعلها دموعا وحرقة وحنينا مشبوثا لتوام الحياة عندما يخالط ضلع الام مع ابنها السجين ليعيد ايام الحمل والمعاناة للام وما راودها لذكطريات اليمة وسهر الليالي حتى غزاها الشيب وهي في ريعان الشباب لتقول له اراك في قلبي ( الشوف مو للعين للكلب ) وما تنقله من طعام الى زنزانته وهي في طريقها اليه تتذكر ايام طفولته عندما حملته عل اكتافها حتى صلب عوده واصبح رجلا وهي تحسب عمره لحظة بلحظة حينها نشاهد روعة السبك للقصيدة بمعايشةو الحزن منذ خط الشروع وصولا الى القمة
( سنه وجفوفك وردتين اعله راسي ) انه وصف شفاف للحزن والعذابات والحنين هذا ما وصفه لنا النواب وما عاشته الام في اللوعة والفراق ولحظة ما تقابله كالماء الصافي الزلال الذي يحي العود اليابس ورؤية الابن قد احيت القلب المدمى واعادت نبضه من جديد وهكذا يزدهر الشعر الشعبي العراقي بسماته وصفاته والتزامه بالقيم الانسانية ويتدهو عندما تغيب ملكة ( الحكم والعقل ) مما يؤدي الى ظهور الفوضى والاغلال والدناءة والعنف والسفاهة واغلال القيم العليا وبعبارة اخرى في عصر يعقد فيه لواء الظفر للمكر والاحتراس والانانية وتلك ميزات عصر عشناها في عهد سابق ستستمر طويلا بوصفها تركة ثقيلة – لقد كان المسؤولون الاقوياء يظهرون قدرا من الاحترام والطاعة لولي امرهم ولكن كان كل واحد يفعل في الواقع ما يشاء ينهب ويضطهد الضعفاء ويعرف في الوقت نفسه كيف يفوزيدبرضا ولي امره بحيث يظل كل شيئا محافظا على تلاحم ظاهري لكن الشعر الشعبي والقصيدة الشعبية مع الابداع ومبدئه تقف لهذه الظاهرة بالمرصاد وتظهر وتعرض نفسها لنا جمل مكنونة سلاحها الايمان واحترام الافكار ومحاربة الضعف من خلال الاحوال التي يابى الانسان الا ان يترفع من ذكرها في المحافل الجدية –
شــــــــــــــــــــكرا لـــــــــــــتــــــصـــــــــــــفــــــــــحــــــــــــــك
----------------------------------------------------------------------